ما من ازمة تمر في حياة اي مجتمع الا ويعمل اغلب الناس على معالجة اسبابها بصورة جماعية من افراد ومسؤولين من ذوي الاختاص ومن المواطنين الاوفياء المخلصبن لامتهم ولبلدهم —
لايقاف مدى اضرارها الجسيمة المقلقة لحياة الناس عامة ولمنع عودة الازمة وتجنب اضرارها الجسيمة —
وهذه من بديهيات صفات الشعوب المتقدمة والحية لتحقيق الاستقرار والامان لمواكبة مسيرة الحياة المتصاعدة نحو التقدم والى الافضل
ولكن مع الاسف نجد ان حياة شعبنا العراقي خاصة وحياة الشعوب العربية عامة اليوم ما من ازمة تمر الا وتتعقد وتتطورالا وتخلف وراءها مزيد من الاز مات المختلفة ومزيد من الاضرار في الارواح والاموال والممتلكات العامة والخاصة فاكتسبت الحياة ازمات متعددة الاشكال والانواع وغدت حياة الازمات في احسن الاحوال من التطور والتوسع والانتشار
وذلك من عدم مشاركة الناس ولا المسؤولين المختصين في معالجة اسبابها بجدية مخلصة فاعلة لاختلاف الرؤى والغايات وتفشي حالة اللاوعي واللاادراك للمصلحة الوطنية —
وتركوا البلاد تعج فيها الازمات المختلفة منها الامنية والاقتصادية والسياسية والفكرية والاجتماعية
وضعفت وحدة المجتمعات وضعف دور مؤسسات الدولة من اداء واجباتها على الوجه الصحيح لغياب عامل الاخلاص والنزاهة والكفاءة المطلوبة للاستقرار والامان –
كل ازمة تخلق ازمة اكبر منها ان لم تعالج في حينها بوضع الحد من انتشارها وستبقى الشعوب تعيش في ازماتها ولن تجد الاستقرار اذا ما بقي الحال على نفس المنوال-
اذا لم يفهم المسؤول والمواطن واجباتهم الحقيقية ازاء مصلحة اوطانهم وشعوبهم المنكوبة بويلات الازمات المزمنة في حياتهم ومن ويلات الانقلابات العسكرية والامنية ومن الفوضى الامنية والفكرية والسياسية ومن الفوضى الاقتصادية ومن ضعف الوحدة المجتمعية وتبقى حيات الشعوب بلا افق واضح لمستقبلهم المجهول-